التوكل على الله


الحمد الله رب العالمين ؛واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد ان سيدنا  محمده عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه اجمعين ومن اتبعهم واهتدى بهداهم الى يوم الدين .
  
أحبائى فى الله
                                              
 نحن فى هذا العصر طغت علينا الماده وأعوزتنا القوه الروحيه قوه التوكل على الله فأخفقنا فى كثير من أمورنا ولو توكلنا على  الله لكان الله حسبنا وكافينا(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)سوره الطلاق ايه3.
لعل كل منا يعلم ان من صفات المؤمنين ومن شروط الأيمان التوكل على الله والأعتماد عليه فى جلب المنافع ودفع المضار؛ وتحصيل الارزاق وشفاء الامراض؛ومن اسباب قوه القلب ونشاطه ؛ وطمأنينه النفس وسكينتها وراحتها .
 التوكل على الله يورث الثقه بالله وكفايته لعبده ؛وهومن اهم عناصر عقيده المسلم الصحيحه فىالله تعالى .
ومن ثم  رأيت ان استهل اولى مدوناتى بعنـــــــــــوان التوكل على الله 
لذا يتعين علينا التعريف أولا  بمعنى التوكل لغه واصطلاحا.
التوكل لغه : التوكل من مادة (وكل) يقال: وكل بالله وتوكل عليه واتكل : استسلم له. و (وكل إليه الأمر وَكْلاً ووكولاً: سلمه وتركه.  والتوكل إظهار العجز والاعتماد على غيرك ؛ووكلت أمري إلى فلان إذا اعتمدت عليه ، ووكّل فلان فلاناً إذا استكفاه أمره ثقةً بكفايته ، أو عجزاً عن القيام بأمر نفسه.
التوكل اصطلاحا(فى الشرع)اختاف السلف فى تعريف التوكل على الله تبعا لتفسيره من ناحبه اسبابه ودواعيه ؛ومن تاره اخرى طبقا لدرجاته .........الخ.
وسبب هذا الاختلاف أن التوكل من أحوال القلوب وأعمالها وهي صعبة أن تحد بحد أو تحصر بلفظ .
قال ابن عباس: التوكل هو الثقة بالله. وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك وان  التوكل جماع الإيمان . 
 قال الحسن : أن من  توكل العبد أن يكون الله هو ثقته؛وقال الأمام أحمد: جملة التوكل تفويض الأمر إلى الله جل ثناؤه والثقة به وأن  التوكل عمل القلب ، ومعنى ذلك أنه عمل قلبي ليس بقول اللسان و لاعمل الجوارح و لا هو من باب العلوم والإدراكات.  ورأى  ابن رجب الحنبلي: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها .
ويرى ابن القيم : إن التوكل يجمع أصلين: علم القلب وعمله ، أما علمه: فيقينه بكفاية وكيله وكمال قيامه بما وكله إليه ، وأن غيره لا يقوم مقامه في ذلك.وأما عمله: فسكونه إلى وكيله وطمأنينته إليه وتفويضه وتسليمه أمره إليه ورضاه بتصرفه له فوق رضاه بتصرفه هو لنفسه ويرى البعض الأخر ان التوكل هو التسليم لأمر الرب وقضائه ، و هو التفويض إليه في كل حال لأن الله هو من يملك الأمر ويقدر عليه .
 نحن في أشد الحاجة الى التوكل على الله  من كثرة المشاكل التي تحاصرنا، والنقص في الرزق، والأولاد الذين ابتعدوا عن طاعة الله ومنهم من يدمن المخدرات، ويغرق في الشهوات. ومنهم من يرى الحياة مظلمة أمام عينيه، فهم لا يستطيعون الزواج، والمتزوج مثقل بالأعباء، غارق في التعاسة.
هؤلاء في حاجة إلى معرفة الوكيل، وحب الوكيل واللجوء إليه.. ولذلك حين يسد على إنسان طريق،بحكمه الله يفتح له سبعة طرق بديلة. وهو بجهله يعترض ويقول: لماذا يا ربي أغلقت أمامي هذا الطريق؟!.. حين تجد أن الحياة أظلمت أمام عينيك، تأكد أن الوكيل لن يتركك؛فما منعك ألا ليعطيك. ولا ابتلاك إلا ليعافيك. ولا امتحنك إلا ليصفيك. ولا أخرجك من الدنيا إلا ليجتبيك في الجنة. فيا سبحان الله. لماذا إذن لا نتوكل على الله؟.. لهذا كله نقول في أوقات الشدائد والمحن: توكلت على الله
هل نلجأ لإنسان بعد هذا الكلام؟
هل يتعلق الغريق بالغريق؟
هل يذهب الفقير، يسأل الفقير؟
أم يلجأ الغريق لمن بيده الآمر؟
أين اليقين في الله؟.. أين قلبك الذي يتوكل على
 الله وحده؟.. أين الوكيل في حياتك؟
 سلم قلبك للوكيل ، وامض وقل : حسبي الله ونعم الوكيل . الجأ إليه وتوكل عليه . ثم انظر ماذا سيفعل لك .
قال تعالى :
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا "..و قوله أيضا :" ومن يتوكل على الله فهو حسبه"
 ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ليعلمنا :
" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألف من غير حساب ". فقال له الصحابة:
" صفهم لنا يا رسول الله . قال : هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون
"
وفى حديث أخر قال الصحابه ان السبعين الف عدد قليل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى صحيحة : " ومعهم مع كل سبعين ألفاً سبعون ألفاً ". فقام واحد من الصحابة ، قال يا رسول الله أدعي الله أن أكون منهم . أسمه عكاشة ابن المحسن فقاله النبي : أنت منهم . فقال واحد آخر من الصحابة : يا رسول الله أدعو الله أن أكون منهم قال : سبقك بها عكاشة .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً"
فضل التوكل في السنة :
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت الحي الذي لا يموت والجن والأنس يموتون) رواه البخاري ومسلم وأحمد.
 وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه :(اللهم اجعلني ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته واستغفرك فغفرته)

الفرق بين التوكل والتواكل

التوكل على الله خلق عظيم من أخلاق الإسلام ،وهو الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى – في حصول المطلوب ودفع المكروه مع الثقة به وفعل الأسباب .
أما التواكل :فهو ترك الكـسـب والطمع في المخلوقين والاعتماد عليهم بالتخلي عن الأسباب التي وضعها الله عز وجل والانقطاع عن السعي والتقاعد عن العمل وانتظار النتائج من الخلق أو القدر أو الاتكال على الله أن يخرق له العوائد .
أخيرا فقد جمعت فى هذه المدونه ما تيسر لى جمعه وهى مستفاده من كلام الله تعالى وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض السلف الصالح .أسأل الله تعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينفع بها من كتبها او طبعها او قرأها أو سمعها وأن يوفقنا وجميع المسلمين الى التوكل والأعتماد عليه فى أمور ديننا ودنيانا وأخرتنا  وهو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوه الا بالله العلى العظيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد  وعلى اله وأصحابه أجمعين                                                                                 
                                                                                                                                                                    


 
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
abuiyad